الأربعاء، 20 مايو 2009

اسلوب التعجب

اسلوب التعجب


تعريفه :


تعبير كلامي يدل على الدهشة والاستغراب ، عن الشعور الداخلي للإنسان عند انفعاله حين يستعظم أمرا نادرا ، أو صفة في شيء ما قد خفي سببها .


نحو : ما أعظم التضحية ، وأعظم بالفضيلة .


وما أجمل السماء ، وأجمل بالسماء .


ومنه قوله تعالى : { فما أصبرهم على النار }1 .


وقول الشاعر :


فما أكثر الإخوان حين تعدهم ولكنهم في النائبات قليل


أنواع الأساليب التعجبية :


للتعجب صيغ كثيرة منها السماعي ، ومنها القياسي :


أولا ـ أساليب التعجب السماعية :


هي الأساليب التي وضعت في الأصل لغير التعجب ، والتي لا وزن ، أو قاعدة قياسية لها ، ولكنها تدل عليه بالاستعمال المجازي ، ولا علاقة لها أصلا به ، وألفاظها لا تدل عليه صراحة ، وإنما دلت عليه دلالة عارضة عن طريق النطق بها مجازا .


ومن تلك الأساليب الآتي :


1 ـ استعمال المصدر " سبحان " مضافا إلى لفظ الجلالة لإظهار التعجب والدهشة .


نحو : سبحان الله .


فسبحان الله بلفظها ومعناها وضعت أصلا للدعاء والعبادة ، تم استخدمت في التعجب على غير الأصل .


ومنه قول الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ : " سبحان الله ! !


إن المؤمن لا ينجس حيا ، ولا ميتا " .


ومنه قولهم : لله دره فارسا . أو : لله دره من فارس .


ـــــــــــــــ


1 ـ 175 البقرة .



ومنه قول عمرو بن العاص عن عمر بن الخطاب :


" لله در ابن حنتمة أيَّ رجل كان ! ! " .


2 ـ ما ورد عن العرب قولهم : " لله أنت من رجل " .


فالنسبة المخاطب لله لا تدل على التعجب ، ولكن لورود هذا الأسلوب غالبا في مواقف الإعجاب والدهشة أفاد معنى التعجب .


3 ـ الاستفهام الذي تضمن معنى التعجب .


نحو قوله تعالى : { كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتا فأحياكم }1 .


فكلمة " كيف " بلفظها ومعناها تفيد في الأصل الاستفهام ، ولكنها في هذا المقام دلت على التعجب دلالة عارضة على سبيل المجاز .


4 ـ استعمال صيغة النداء " وهو ما يعرف بالنداء التعجبي " :


كقول الشاعر :


فيالك من ليل كأن نجومه بكل مغار الفتل شدت بيذبل


5 ـ استعمال اسم فعل الأمر . كقول الشاعر :


واها لسلمى ثم واها واها ! !



ثانيا ـ صيغ التعجب القياسية :


ويقصد بصيغ التعجب القياسية : تلك الصيغ التي وضعها الصرفيون لتدل بلفظها ومعناها على التعجب والدهشة ، وهما صيغتان :


1 ـ ما أفعله . نحو : ما أكرم العرب ، وما أعظم الإسلام .


2 ـ أفعل به . نحو : أكرم بالعرب ، وأعظم بالإسلام .



تركيب صيغ التعجب :


ما أفعله : تتركب هذه الصيغة من مكونات ثلاثة هي :


ما التعجبية ، وفعل التعجب ، والمتعجب منه .


ــــــــــــ


1 ـ 28 البقرة .


أ ـ ما : نكرة تامة بمعنى " شيء " ، ولكنه شيء عظيم ، فهي في قوة الموصوفة ، لذلك صح الابتداء بها .


ب ـ فعل التعجب : فعل ماض جامد لا يتصرف ، مثله مثل بقية الأفعال الجامدة " ليس ، وعسى ، ونعم ، وبئس " ، وغيرها .


فإذا دخلت عليه نون الوقاية تقول : ما أكرمني ، وما أحوجني إلى المساعدة .


وما أفقرني إلى عفو الله . وما إلى ذلك .


وفيه ضمير يعود على " ما " التي هي أداة التعجب ، والجملة كلها بعد " ما " في محل رفع خبر .


ج ـ المتعجب منه : وهو الاسم المنصوب الواقع مفعولا به بعد فعل التعجب .


نحو : ما أعذب الشعر . وما أروعه . وما أجبن العدو ، وما أقبح النفاق .


فالشعر ، وضمير هاء الغائب ، والعدو ، والنفاق كلها ألفاظ متعجب منها ، وقد جاء مكملة للجملة الفعلية ، وحكمها النصب دائما على أنها مفاعيل بها .


أفعل به : وتتكون هذه الصيغة أيضا من مكونات ثلاثة هي :


فعل التعجب ، والباء ، والمتعجب منه .


أ ـ فعل التعجب : هو فعل ماض مبني على السكون ، جاء على صيغة الأمر .


ومن خلال التعريف السابق يلاحظ أن لفعل التعجب " أفعل " صورتين هما :


1 ـ أن يعرب هو نفسه على أنه فعل أمر مبني على السكون .


2 ـ أن يعرب ما بعده على تقدير أنه فعل ماض .


ب ـ الباء : حرف جر زائد ، والاسم المتصل بها مجرور لفظا مرفوع محلا على لأنه فاعل .


ج ـ المتعجب من : وهو الاسم المتصل بحرف الجر الزائد لذلك يعرب مجرورا لفظا ، مرفوعا على المحل لأنه فاعل لفعل التعجب باعتباره فعلا ماضيا .


ويقال إن الهمزة في الأفعال الماضية تقديرا للصيرورة ، فإذا قلنا :


أعذبْ بالقرآن أدبا وتهذيبا . كان أصلها تقديرا :


أعذبَ القرانُ أدبا وتهذيبا . ومعناها : صار القرآن ذا عذب أدبا وتهذيبا .


ونحو : أجملْ بالطبيعة ماءً وخضرة . كان أصلها : أجملَ الطبيعةُ ماءً وخضرة .


ومعناها : صارت الطبيعة ذا جمالٍ ماءً وخضرة .



شروط التعجب بصيغتي ما أفعله ، وأفعل به .


أولا ـ يتم التعجب من الفعل مباشرة بالشروط الآتية :


1 ـ إذا كان الفعل ثلاثيا ، مثل جَمُلَ ، وكرم ، وحسن ، وطيب ، وضرب ، وكفر .


2 ـ أن يكون تاما غير ناقص ، فلا يكون من أخوات كان ، أو كاد ، أو ما يقوم مقامها .


3 ـ مثبتا غير منفي ، فلا يكون مثل : ما علم ، ولا ينسى ، ولا يخشى ، ولم يفعل .


4 ـ أن يكون مبنيا للمعلوم .


5 ـ أن يكون تام التصرف ، غير جامد ، فلا يكون مثل : نعم وبئس ، وليس ، وعسى ونحوها .


6 ـ قابلا للتفاوت ، أي : أن يصح الفعل للمفاضلة بالزيادة والنقصان ، فلا يكون مثل : مات ، وغرق ، وعمى ، وفني ، ونظائرها .


7 ـ ألا يكون الوصف منه على وزن " أفعل فعلاء " ، مثل : عرج ، وعور ، وحمر ، وكتع ، وخضر ، فالوصف من الألفاظ السابقة على وزن أفعل ومؤنثه فعلاء فنقول : أعرج عرجاء ، وأعور عوراء ، وأحمر حمراء ، وأكتع كتعاء ، وأخضر خضراء .


فإذا استوفى الفعل الشروط السابقة تعجبنا منه على الصيغتين المذكورتين مباشرة ، أي : بدون وساطة .


نحو : ما أطيب الهواء . وأطيب بالهواء .


وما أعذب الماء . وأعذب بالماء .


ومنه قوله تعالى : { قتل الإنسان ما أكفره }1 .


ــــــــــــــ


1 ـ 17 عبس .


ومنه قول الشاعر :


أعظم بأيام الشباب نضارة يا ليت أيام الشباب تعود


ثانيا ـ أما إذا افتقد الفعل شرطا من الشروط السابقة ، فلا يصح التعجب منه مباشرة ، وإنما نتعجب منه بوساطة على النحو التالي :


1 ـ إذا كان الفعل زائدا على ثلاثة أحرف ، مثل دحرج ، وبعثر ، وانتصر ، وانكسر ، واستعمل ، واستعان .


2 ـ أو كان ناقصا غير تام ، مثل : كان ، وأصبح ، وأضحى ، وكاد وأوشك .


3 ـ أو كان الوصف منه على وزن أفعل فعلاء ، وذلك فيما دل من الأفعال على لون ، أو عيب ، أو حلية مثل : أصفر ، وأعور ، وأهيف .


فإننا نتعجب من الأفعال السابقة وما شابهها بصورة غير مباشرة ، وذلك بأن نستعين بأفعال مساعدة مستوفية للشروط التي ذكرناها آنفا في الفعل الثلاثي ، ونأخذ منها صيغة " ما أفعله ، أو أفعل به " ، ثم نأتي بمصدر الفعل الذي نريد التعجب منه سواء أكان المصدر صريحا ، أم مؤولا .


ومن الأفعال المساعدة على وزن ما أفعله : ما أجمل ، ما أعظم ، ما أحسن ، ما أكبر ، ما أصغر ، ما أشد ، ما أكثر ، ما أحب .


ومنها على وزن أفعل به : أجمل به ، وأعظم به ، وأحسن به ، وأكبر به ، وأصغر به ، وأشدد به ، وأكثر به ، وأحبب به .



كيفية عملية التعجب :


1 ـ الفعل المستوفي الشروط . مثل : كرم ، نقول : ما أكرم العرب .


وأكرم بالعرب .


ومنه قول الشاعر :


أعزز بنا وأكف إن دعينا يوما إلى نصرة من يلينا


2 ـ الفعل المزيد : مثل : تدحرج ، اندحر ، استعمل ، استعان .


لا يصح التعجب من الأفعال السابقة مباشرة ، وللتعجب منها نتبع الآتي :


نأتي بفعل مساعد على الصيغة المطلوبة مما ذكرنا في القائمة السابقة ، أو ما شابهها ،


وليكن الفعل : أعظم ، ثم ، نأتي بالمصدر الصريح ، أو المؤول من الفعل (1) .


ويتم تركيب الجملة كالآتي :


ما أعظم تدحرج هذه الصخرة . ما أعظم أن تتدحرج هذه الصخرة .


وأعظم بتدحرج هذه الصخرة . وأعظم بأن تتدحرج هذه الصخرة .


ومنه : ما أفضل استعمال السواك . وما أفضل أن تستعمل السواك .


وأفضل باستعمال السواك . وأفضل بأن تستعمل السواك .


3 ـ الفعل الناقص . مثل : كان ، وأصبح ، وكاد .


نتبع في التعجب منه ما اتخذناه مع الفعل المزيد ، فإذا أردنا أن تعجب من الفعل أصبح نقول : ما أجمل إصباح السماء صافية . وما أجمل أن تصبح السماء صافية .


وأجمل بإصباح السماء صافية . وأجمل بأن تصبح السماء صافية .


4 ـ وكذلك إذا كان الوصف من الفعل على وزن أفعل فعلاء ، تعجبنا منه بوساطة الفعل المساعد ، والمصدر الصريح ، أو المؤول من الفعل الذي نريد التعجب منه .


ومن الأفعال التي يكون الوصف منها على أفعل فعلاء :


حَمُرَ : للدلالة على لون . وعرج : للدلالة على عيب . وهيف : للدلالة على حلية .


وعند التعجب من تلك الأفعال نقول :


ما أشد حمرة البلح . وما أشد أن يحمر البلح .


وأشدد بحمرة البلح . وأشدد بأن يحمر البلح .


5 ـ وإذا كان الفعل مبنيا للمجهول ، أو منفيا ، تعجبنا من بوساطة الفعل المساعد والمصدر المؤول فقط من الفعل الذي نريد التعجب منه .



ـــــــــــــــ


1 ـ المصدر الصريح : ما كان مشتقا من لفظ الفعل مباشرة للدلالة على الحدث .


مثل : تدحرج : تدحرجا ، اندحر : اندحارا ، استعمل : استعمالا . . .


والمصدر المؤول : وهو ما كان مكونا من أن المصدرية والفعل المضارع ، أو ما المصدرية والفعل الماضي . نحو : أن يتدحرج ، أو ما تدحرج .



والفعل المبني للمجهول مثل : يُقال ، يُباع ، يُعاد ، يُساء .


عند التعجب منه نقول : ما أعظم أن يُقال الحق . وأعظم بأن يقال الحق .


والفعل المنفي مثل : لا ينسى ، لا يخشى .


نحو : ما أجمل ألاّ ينسى الرجل وطنه . وأجمل بألاّ ينسى الرجل وطنه .


6 ـ وإذا كان الفعل غير قابل للتفاوت ، أو جامدا فلا يصح التعجب منه مطلقا .


لأن الفعل إذا كان معناه غير قابل للتفاوت فإنه لا يصلح للمفاضلة بين الشيئين لا بالزيادة ، ولا بالنقصان ، ولأن الفعل الجامد لا يتصرف ، وما لا يتصرف لا نستطيع أن نأخذ من الصيغة المطلوبة .



العلاقة بين مكونات صيغتي التعجب :


الأصل في صيغتي التعجب مجيئهما على الترتيب الذي رأيناه في الأمثلة السابقة ، فلا يتقدم عليهما معمولهما ، كما لا يصح أن يفصل فاصل بين " ما " وفعل التعجب ، ولا بين فعل التعجب والمتعجب منه .


غير أن هناك بعض الاستدراكات وهي على النحو التالي :


1 ـ يجوز الفصل بين " ما " التعجبية وفعل التعجب بـ " كان " الزائدة .


نحو : ما كان أصبر المناضلين على أذى اليهود .


وما كان أقوى شعبنا إذا وحّد صفوفه من جديد .


ومنه قول امرئ القيس :


أرى أم عمر دمعها قد تحدرا بكاء على عمرو وما كان أصبرا


2 ـ جواز الفصل بين فعل التعجب والمتعجب منه بالجار والمجرور .


نحو قول العرب : " ما أحسن بالرجل أن يصدق ، وما أقبح به أن يكذب .


ومنه قول عمرو بن معد يكرب عن بني سليم : " لله در بني سليم ما أحسن في الهيجا


لقاءها ، وأكرم في اللزبات عطاءها ، وأثبت في المكرمات بقاءها " .


ومنه قول الشاعر :


خليلي ما أحرى بذي اللب أن يُرى صبورا ولكن لا سبيل إلى الصبر


الشاهد قوله : ما أحرى بذي اللب أن يرى صبورا .


حيث فصل بين فعل التعجب ، والمتعجب منه بالجار والمجرور " بذي " .


3 ـ جواز الفصل بين فعل التعجب والمتعجب منه بالظرف .


نحو : ما أقوى لحظة الفراق المؤمن على الصبر .


وما أفضل بعد الصلاة الدعاء .


ومنه قول معن بن أوس :


أقيم بدار الحزم ما دام حزمها وأحر إذا حالت بأن أتحولا


الشاهد قوله : وأحر إذا حالت بأن يتحولا .


حيث فصل بين فعل التعجب " أحر " وبين المتعجب منه " بأن أتحولا " بالظرف " إذا " .


4 ـ يجوز الفصل بين فعل التعجب والمتعجب منه بالنداء .


نحو : ما أنبل ـ يا محمدُ ـ أخلاقك .


التعلق بفعل التعجب :


1 ـ إذا تعلق بفعل التعجب مجرور هو فاعل في المعنى جُر بإلى ، لا يكون ذلك إلا في حب ، أو بغض .


نحو : ما أحب الصادق إلى قلبي .


وما أبغض الكاذب إلى نفسي .


فالمجرور بإلى في الجملة الأولى كلمة " القلب " وهو الفاعل في المعنى ، لأنه هو الذي يحب الصادق .


والمجرور في الجملة الثانية كلمة " النفس " وهو الفاعل في المعنى ، لأنه هو الذي يبغض الكاذب .


2 ـ إذا تعلق بفعل التعجب مجرور هو مفعول به في المعنى جر باللام .


نحو : ما أحب المثقف للقراءة .


وما أبغض المخلص للخيانة .


فالقراءة في المثال الأول مفعول به في المعنى ، لأن المثقف يحبها .


والخيانة في المثال الثاني مفعول به في المعنى ، لأن المخلص يبغضها .


3 ـ وإذا كان الفعل الذي تريد أن تتعجب منه يدل على علم ، أو جهل ، أو ما


في معناهما جررت المفعول به بالباء .


نحو : ما أعلمه بأحوال الشعوب .


وما أعرفه بالحق .


وما أبصره بالدين .


وما أجهله بمكارم الأخلاق .


والأصل : يعلم أحوال الشعوب ، ويعرف الحق ، ويبصر الدين .


ويجهل مكارم الأخلاق .


4 ـ إذا كان فعل التعجب متعديا في الأصل بحرف الجر ، أبقيت مفعوله مجرورا ، ويبقى الاستعمال كما هو .


نحو : ما أقساني على الخائن .


وما أرضاني عن المخلص .


وما أشد تمسكي بالصدق .


وما أسرع استجابتي إلى الحق .


والأصل : أقسو على الخائن ، وأرضى عن الحق .


وأتمسك بالصدق ، وأستجيب إلى الحق .


5 ـ لا يجوز حذف حرف الجر في صيغة " أفعل به " ، إلا إذا كان المتعجب منه مصدرا مؤولا مسبوقا بأنْ ، أو أنَّ .


نحو : أحبب إلى أسرتي أن أتفوق .


وإعرابها : أحبب : فعل ماض جامد مبني على السكون جاء على صورة الأمر .


إلى أسرتي : جار ومجرور متعلقان بالفعل أحبب .


أن أتفوق : أن حرف مصدري ونصب ، أتفوق فعل مضارع منصوب بأن ، وعلامة نصبه الفتحة ، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره أنا ، والمصدر المؤول في محل رفع فاعل أحبب . والأصل : أحبب إلى أسرتي بأن أتفوق .


ومنه : ما أحرى بالطالب أن يكون مجتهدا .


وأخلق بالمعلم أن يكون قدوة لطلابه .


ومنه قول العباس بن مرداس :


وقال نبي المسلمين تقدموا وأحبب إلينا أن تكون المقدما


ومنه قول الآخر :


أخلق بذي الصبر أن يحظى بحاجته ومدمن القرع للأبواب أن يلجا



إعراب اسلوب التعجب :


ما أجمل السماء


ما : تعجبية مبنية على السكون في محل رفع مبتدأ .


أجمل : فعل ماض جامد مبني على الفتح ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو يعود على ما .


السماء : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة .


والجملة الفعلية في محل رفع خبر المبتدأ " ما " .


أجمل بالسماء


أجملْ : فعل ماض جامد مبني على السكون جاء على صورة الأمر .


بالسماء : الباء حرف جر زائد ، والسماء فاعل مرفوع بضمة مقدرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد .




النداء التعجبي


من أساليب التعجب ما يعرف في اللغة بالنداء التعجبي وهو يجري مجرى اسلوب الاستغاثة مع فارق في المعنى .


يتكون النداء التعجبي من " يا " التي هي حرف نداء وتعجب ، ولا يستعمل غيرها من أحرف النداء لهذه الغاية ، ومن المنادى المتعجب منه على أن يكون مجرورا باللام المفتوحة ، وقد تحذف تلك اللام أحيانا ، وله ما للمنادى من أحكام إعرابية .


نحو : يا لَهدوء البحر ، ويا لصفاء السماء ، ويا لرقة الهواء .


ومنه قولهم : يا للهول ، ويا للفاجعة .


ونحو : يا جمال الطبية ، ويا عبق أنسامها .



فوائد وتنبيهات :


1 ـ يجوز التعجب من الأفعال التي لا يصح التعجب منها مطلقا إذا أريد بها معنى غير المعنى الحقيقي الذي جرت العادة على استعماله ، كالفعل " مات " .


نقول : ما أموت الرجل . إذا أريد بالموت معنى البلادة .


2 ـ ويجوز التعجب من بعض الأفعال بطريقة مباشرة مع أنها لم تستوف الشروط اللازمة . فنقول في بعض الأفعال المزيدة : ما أتقى عليّا . وما أعطاه .


3 ـ يجوز في حالات نادرة حذف المتعجب منه من صيغتي التعجب ، إذا كان الكلام واضحا بدونه ، ويفهم من سياقه ن وغالبا ما يكون هذا في الشعر .


كقول علي بن أبي طالب :


جزى الله قوما قاتلوا في لقائهم لدى الروع قوما ما أعز وأكرما


ومنه قول الشاعر :


فذلك إن يلق المنية يلقها حميدا وإن يستغن يوما فأجدر

الأحد، 17 مايو 2009

علم الاسلوب

منتديات اسلوب - شبكة اسلوب - دليل مواقع - دليل اسلوب

علم الاسلوب


يُعد علم الأسلوب فرعا تطبيقيا لعلم اللغة الحديث، وإن صح التعبير نقول: إنه لا يزال صبيا.. لأن دراسة أسلوب ما بطريقة علمية ممنهجة في حاجة إلى خلق مناهج لغوية متكاملة، وإطار نظري شامل كي تستند إليه، وتقنيات محددة يتوخاه في الوصف والتحليل.. وهذه الأمور لم تستوف دراستها بعد.
ونجد الباحث في علم الأسلوب، أو المحلل اللغوي واقفا في باب الحيرة لأنه يجد أمامه تعريفات كثيرة لهذه الكلمة: " أسلوب ".
والملاحظ أن كثيرا من الطلاب عندما يقيّمون أسلوب كاتب ما تكون الإجابة كما يلي: رصين الألفاظ // حلو الديباجة // حسن الجرس... وهذه الكلمات لا تولد في نفوسهم النقد الواعي، لأن التقييم أو الإجابة عن السؤال كانت محض تذكر وحفظ دون فهم ووعي ...

والغاية من علم الأسلوب هي دراسة الأساليب اللغوية المختلفة؛ حتى يتم تصنيف سمة كل أسلوب، و بعبارة أخرى التبويب حسب ميزته اللغوية من حيث النحو والصوت واللفظ، وحسب وظيفة اللغة، أو حسب ميزته اللغوية والوظيفية معا.
وإذا أردنا أن نحدد المقصود بعلم الأسلوب اللغوي نستطيع أن نذكر بشكل وجيز ما يلي:
1- أسلوب الكلام العادي:
- أسلوب الدارجة.
- أسلوب الفصاحة.
- أسلوب بلدي.
- أسلوب اللهجات.

2- أسلوب الكتابة:
- لغة الأدب.
- لغة العلم.
- لغة القانون.
- لغة الصحافة.
- لغة الإعلانات.
- لغة الفقه.

3- الأسلوب الفردي:
- لعل لكل كاتب أسلوبه الخاص في كل الميادين اللغوية من أدب، وشعر، ورواية... وهذا ما يميز كاتبا عن آخر...

يتضح مما سبق أن الباحث في علم الأسلوب يجب أن تكون له القدرة في اختيار التراكيب ذات أهمية من الناحية الأسلوبية، كما يجب أن تكون له القدرة على تحليل العلاقات الوثيقة بين السمات اللغوية، وبين الظواهر الاجتماعية المتعلقة بها.

إن السمات اللفظية والنحوية والفنولوجية تكتسب دلالاتها من السياق الاجتماعي، والبيئة الثقافية.. فمثلا نأخذ لفظة: ( با ! ):
- في الإنجليزية: صيغة تعبر عن الازدراء والاحتقار.
- في الروسية: تعبر عن الدهشة والتعجب.
- في اليابانية: تعني الشك وعدم المعرفة.
- في العربية: تعني الحرف الثاني من حروف الهجاء منصوبا.
من هذه الزاوية نرى أن الباحث، أو المحلل اللغوي يجب أن تكون له دراية بفروع علم اللغويات المستحدثة مثل علم اللغويات الاجتماعية، وعلم اللغويات النفسية، والأنثلوجية...
وكل ما يتعلق بالموضوع النقدي، والجمالي، والفني يخرج عن هذا المفهوم لأنه يوجد في عالم التخصصات، أي: من اختصاص الناقد...
ويبقى السؤال المطروح:
* هل من الممكن أن نتعدى حدود الوصف والتحليل إلى التفسير والتقويم، دون أن نقع تحت طائلة التفسير الذاتي والتقويم الذاتي؛ بل والأهواء الذاتية؟




علاوي ياسين